2008/11/15

أعود طالباً بعد أن جاوزت الأربعين؟!


يروي برنالد هالدين في كتابه (كيف تجعل من النجاح عادة؟) قصة رجل جاوز الثالثة و الأربعين من عمره ، جاءه يوماً يقول:
(درست القانون و أنا أعمل اليوم محامياً ، و لكنني أشعر بعد مرور خمسة عشر عاماً على ممارستي لهذه المهنة ، أنني لم احقق النجاح الذي كنت أتطلع إليه و أنا طالب في كلية الحقوق)

و قال هالدين: ( و قلت للرجل:عد إلى سنوات طفولتك و صباك ، حاول أن تتذكر عملاً ، أي عمل قمت به و شعرت بلذة و متعة و أنت تؤديه ، ألم يكن لك أي ميول أو أي اتجاهات أخرى في أي مجال؟)

و جلس الرجل صامتاً يفكر فترة طويلة ، و في النهاية بدأ يتكلم و كأنه تذكر شيئاً..و بدأ يروي قصته ، قال: (لقد كان والدي يمتلك بندقية صيد كبيرة . . و كان قد كف عن ممارسة هواية الصيد لفترة طويل ، ثم قرر فجأة أن يعود إليها ، وبحث عن بندقيته فلما وجدها كان الصدأ قد علاها ، وأصبحت غير صالحة للإستعمال فما كان منه إلا أن ألقى بها جانباً و قرر العدول عن الخروج مع رفاقه للصيد! . .

و كنت يومها صبياً لم اتجاوز الثالثة عشرة من عمري ، وكنت أحب والدي ، وما كدت أراه يعود إلى مقعده ، و يجلس في ملل يرقب النار المشتعلة في المدفأة ، حتى شعرت بالأسف من أجله!

وعدت إلى البندقية وحملتها في هدوء إلى غرفتي ، ثم أغلقت الباب عليَّ ، بعد أن قررت بيني و بين نفسي ، أن أفعل كل ما في وسعي لأعيدها إلى ما كانت عليه.

وفي إهتمام شديد ، رحت أفك أجزائها قطعة بعد قطعة ثم نظفتها وأزلت الصدأ الذي كان يكسوها ، وأعدتها إلى ما كانت عليه ، إنني لا أستطيع أن أنسى ذراعي والدي القويتين وهما يرفعانني في الهواء ثم يهبطا بي مرة أخرى وهو يصيح:


((فليباركك الله يا بني)).



عندما عدت إليه ببندقيته صالحة للإستعمال مرة أخرى . . لقد أحسست يومها بفخر وزهو لا يعادلهما شيء في الدنيا . . لقد منحني والدي يومها جنيهاً مكافأةً لي)
و يقول هالدين:( وعدت أسأل صاحبي: هل قمت بأعمال مماثلة بعد ذلك ، هل أعدت محاولتك لإصلاح شيء خرب في البيت؟ ) . . قال:( نعم ، فعلت ؛ لقد أصلحت آلة الحياكة التي تملكها أمي ، وأعدت التيار الكهربائي بعد أن قطع مرة عن البيت ، و أصلحت دراجة أختي الصغيرة . . وفي كل مرة كنت أجد متعة و أنا أقوم بهذه الأعمال ).
و قلت للرجل أخيراً:( إن مكانك يا صديقي في مصنع كبير لا مكتب المحاماة! ) . .


- و لكني درست القانون لأن والدي أراد لي هذا الطريق! . .

- ولماذا لا تدرس الهندسة؟! . .

- أن أعود طالباً بعد أن جاوزت الأربعين؟! . .

- بالضبط . . التحق بكلية الهندسة وتعلم ، فقد خلقت لتكون مهندساً ! . .





نظرة للأمام
هذا المحامي الفاشل أصبح واحداً من أشهر مهندسي بريطانيا بعد أن جاوز الخمسين من عمره.
ياله من مستودع للمواهب ، لم تمسسه يد ، ذلك الرجل الذي تصور في لحظة من لحظات حياته أن الفشل هو كل نصيبه من هذه الحياة.


إن فرص النجاح متاحة لكل واحد منا ، إذا عرف كيف يكتشف منطقة تفوقه و البحث عن هذه المنطقة ليس صعباً كما قد يتصور البعض منا ، و لو أننا استطعنا ان نخصص من وقتنا بضع ساعات يومياً ، نخلو فيها إلى أنفسنا ، لنبحث عما في داخل رؤوسنا من أفكار لاستطعنا بمجهود بسيط أن نضع أقدامنا على بداية الطريق الذي يوصلنا إلى ما نتطلع إليه من نجاح و فلاح في حياتنا كلها.



باسل شيخو/هل فات الأوان لتبدأ من جديد


رجاءً من يعرف إسمه فليخبرني

هناك 6 تعليقات:

  1. لا تستطيع ان تفعل هذا فى بلادنا

    ردحذف
  2. ما الذي لا تستطيع فعله؟ دراسة الهندسة أم العودة كطالب ؟! هذه أشياء سطحية

    مغزى القصة موجود في المنطقة الغامقة في الأسفل :)

    للمعلومية:النجاح موجود في كل مكان...سواءً كان انجلترا أو أدغال الأمازون وحتى جبال السروات

    ردحذف
  3. الذى اقصده ,انه لا فرص للنجاح فى بلادنا ,وخير مثال كم الابتكارات والاكتشافات التى اكتشفها المسلمون عندما هاجروا الى بلاد اوروبا واميركا ,هذه البلاد تحترم المتعلمين ,انما فى بلادنا واخص بالذكر مصر ,لا قيمة لعلمك ,اهم شىء عندهم ,انت تبع مين ,فى حد فى عيلتكم ظابط ,معاك كام ,حالق لحيتك ولا لا ,عشان تشتغل وتنجح فى المجال اللى بتحبه او حتى درسته

    ردحذف
  4. أوافقك في مسألة عدم تنمية الكفاءات في بلداننا

    انظر لهذا!

    http://fahmadi.com/messages/?p=1217

    ما قصدته تحديداً هو بألا تحدد قدرتك على النجاح وحدودك حسب نطاقك المكاني أو من سيهتم بك وسيوظفك..أنت مبرمج يا أحمد وهذا شيء رائع وبوجود الإنترنت أعتقد أنك لست في حاجة للإهتمام بمسألة المكان، بإمكانك البدأ بإنتاج برامجك الخاصة وبيعها على الشبكة ولا تهتم للتعريب اتركها إنجليزية ووجها للسوق العالمي أولاً لأن شعبك ليس مستعداً لإنفاق اليسير من المال على "برنامج"

    أنظر لتجربة بندر رفه كمثال رائع،وحقيقةً، من الحكمة الإقتداء بالرجل، هو لم يتوقف أمام مجاري جدة متحسراً على قدره الذي جعله هناك، ذهب وعمل واجتهد وقبل أشهر فاز أحد البرامج التي صممها بالمركز الأول كأفضل واجهة من بين 50 ألف برنامج، برنامج آخر له في متجر تطبيقات الآي فون الفرع البريطاني صنف كثاني أكثرها مبيعاً في فئته وأصبح الثالث في الأمريكي في نفس التصنيف
    _________________

    أظنك قرأت قصة بالسامك في مدونة شبايك، هل رأيت كيف بدأت الفكرة بسيطة ،لكن أدرت عليه بعد نضجها أكثر من 20,000 دولار كل أسبوع!

    http://www.shabayek.com/blog/2009/10/11/%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D9%85%D9%83-%E2%80%93-%D8%AC1/

    ردحذف
  5. اتفق معك أخى ,وانا بالفعل اجهز لهذا .

    ردحذف